ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون الزامهم بتنفيذها، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
يوجد سمكة تعيش بعيد عن عائلتها محبوسة داخل إناء زجاجي بمفردها، حاولت السمكة القفز خارج الإناء أكثر من مرة ولكن كانت تفشل لأنها عندما تصل إلى فوهة الإناء كانت تصطدم بحرف الإناء الزجاجي وتسقط في القاع.
– كان يراقب السمكة طائر البلبل وهي لا تدري وظل يفكر لما هي تقوم بذلك وقرر أن يتحدث معها ويسألها لماذا تحاول الخروج من الإناء.
– قالت السمكة له: ألا ترى المصيبة التي وقعت بها أيها الطائر ؟ قال البلبل: لماذا تعتبرين لعبك هنا مصيبة؟ قالت السمكة: كيف لي أن ألعب وأنا بهذه الحالة بعيدة عن وطني وعن أهلي محرومة من مياه البحر؟ محبوسة داخل هذا الإناء وحيدة، كيف ألعب وأنا جائعة بدون طعام ولقد اقترب الموت مني ؟!.
– حزن البلبل على السمكة وقال لها: أنا آسف لم أدرك كل هذا في البداية، لقد رأيت الإناء الجميل وتخيلتك سعيدة بداخله وتلعبين باستمرار.
– قال البلبل للسمكة: هل يمكنني مساعدتك للعودة إلى وطنك ؟ قالت السمكة: أنا لا استطيع التفكير ولا يمكنني أن أفعل أي شئ في الوقت الحالي، فكر البليل قليلاً وقال: انتظريني دقائق وسوف اعود ومعي الحل الأكيد لمشكلتك ان شاء الله.
– ذهب البلبل وطار في السماء بعيداً ووجد هناك سرب من الحمام وطلب منهم المساعدة حتي يتمكنوا من إنقاذ السمكة المسكينة، وافقت الحمامات وأسرعت لمساعدة السمكة.
– اجتمعت الحمامات والبلبل وحملوا الإناء الزجاجي وطاروا به ووقفا عند منتصف البحر وهنا أسقطوه، خرجت السمكة من الإناء وقالت: أشكركم كثيراً علي هذه الخدمة لن أنسي لكم هذا المعروف طوال حياتي، شكراً جزيلاً يا صديقي البلبل.
– بعدها غطست السمكة في الماء وبدأت تغني بكلمات عن الحرية والوطن، أن الحرية لا تُقدر بثمن.