كان اهل قريش يشعرون بانزعاج شديد من نبي الله محمد صلى الله عليه و سلم ، ولهذا السبب توجه اهل قريش الى اليهود فهم يعلمون ان اليهود هم اهل الكتاب ، و استفسر اهل قريش عن الشيء الذي يجب فعله تجاه محمد الذي يدعي انه نبي والذي جاء بدين جديد يخالف ما كان يعبده الآباء و الاجداد ، فاخبر اليهود اهل القريش بان يسألوا النبي محمد عليه الصلاة و السلام عن بعض الامور وهي الفتية الذين اختفوا و الرجل الطواف في الارض و كذلك الروح ، وعندما توجه اهل قريش الى الرسول عليه الصلاة و السلام لكي يسألوه اخبرهم الرسول بانه سوف يجيب عليهم غدا.
جاء اليوم التالي ولم ينزل الوحي بعد على رسولنا الكريم فقال الرسول لاهل قريش عندما اتوه في اليوم التالي : غدا سوف اجيب عليكم ، وفي اليوم الثالث كذلك قال الرسول لاهل قريش : غدا ساجيب عليكم ، وظل الحال على ما هو عليه حتى بدأ اليأس و الحزن يتسلل الى قلوب الذين آمنوا برسالة النبي محمد عليه الصلاة و السلام ، فالرسول لم يتمكن من الاجابة على الاسلئة التي وجهت له من اهل قريش ، وبعد فترة نزل الوحي على نبي الرحمة عليه الصلاة و السلام واُمر الرسول بان يخبر اهل قريش عن الفتية الذي اختفوا.
عندما جاء اهل قريش الى الرسول عليه الصلاة و السلام اخبرهم عن الفتية ، فالفتية هم عبارة عن مجموعة كانت تعبد الله عز وجل وهم بذلك خالفوا دين آبائهم و اجدادهم ، وكان هؤلاء الفتية من ابناء الملوك في القرية ، و كان هناك يوم من الايام يعتبر بمثابة عيد في القرية حيث يحتفل اهل القرية بالاصنام و الاوثان ، وفي ذلك الوقت تجمع الفتية اسفل شجرة بجانب القرية واتفقوا ان ما يقوم به اهل القرية هو ضلال كبير وحياد عن طريق الحق ، وبعدها توجه الفتية الى احد الكهوف المجاورة ، و استلقى الفتية في الكهف و وضعوا رؤوسهم على الارض و غلبهم النوم.
ظل الفتية نائمين في الكهف لمدة 309 عام ، وكان من حكمة الله ان جعل الشمس تصل اليهم داخل الكهف كما ان الله منع عنهم حاسة السمع ، وبعد هذه الاعوام استيقظ الفتية في نفس الوقت وقد ظنوا انهم ناموا ساعات قليلة وكانوا يشعرون بجوع شديد ، فقاموا بارسال احد الفتية لكي يحظر لهم الطعام ، وما ان خرج الفتى من الكهف واختلط بالناس حتى اصابته الدهشة فالطرقات في القرية تغيرت وكذلك ملابس الجميع ، فالقرية بالكامل تغيرت ، وعندما وصل الفتى الى المتجر ليشتري الطعام وجد ان العملة التي معه ليست معروفة فهي عملة قديمة جدا وغير صالحة للاستعمال ، وكاد التاجر ان يتشاجر مع هذا الفتى.
اثناء الشجار مر على المتجر رجل مسن ، وعندما استفسر هذا الرجل المسن عن اسم الفتى تعرف على قبيلته وعلى قصة هذا الفتى ، وعندها اخبر الفتى الرجل المسن بكل ما حدث معه ومع الفتية الاخرى ، وكيف انهم ذهبوا الى الكهف واستغرقوا في نوم عميق وقد ظن الفتية انهم ناموا لساعات قليلة ، وعندما اتجه اهل القرية الى الكهف ليتأكدوا من صدق ما اخبرهم به الفتى قام الله عز وجل بقبض ارواح الفتية ومعهم كلبهم ، وعندها قرر اهل القرية ان يتركوا الفتية الاموات داخل الكهف وان يقوموا باغلاق الكهف بالحجارة عليهم.