عمر بن الخطاب رجل عظيم وخليفة عادل ورجل تقي خاف الله وأحبه، وكان دائما يدعو الله تعالى أن يكتب له الشهادة ويكون من الشهداء والأبرار والصالحين، فقد كان دائما يقول اللهم أسألك استشهادا في سبيلك وموتا في بلد نبيك محمد صل الله عليه وسلم.
وقد كان لعمر بن الخطاب مكانة كبيرة عند المسلمين ويوم إسلامه فرح المسلمون كثيرا، فقد كان قوم قريش يخافون منه جدا ولما من الله عليه بالإسلام تمكن المسلمون من الذهاب للكعبة في امن وأمان.
وعرف عن عمر بن الخطاب التقوى والحزم والقوة والصلابة، ولما تولى أبوبكر الصديق خلافة المسلمين عينه كقاضي يقضي بين الناس بالعدل والإحسان، فقد اشتهر بالعدل والحق.
ولما مات أبوبكر الصديق تولى عمر بن الخطاب خلافة المسلمين من بعد أبوبكر الصديق، وكان يخاف الله في المسلمين وكان يخرج كل ليلة لتفقد أحوال المسلمين.
ويوم موت عمر بن الخطاب خرج عمر بن الخطب كعادته لأداء الصلاة في مسجد النبي صل الله عليه وسلم الموجود بالمدينة المنورة ، فهو كان يؤم المسلمين في صلاة الفجر، وكان هذا اليوم في أواخر شهر ذي الحجة من 23 هجري.
وفي بداية الركعة الأولى دخل أبو لؤلؤة المجوسي والناس منشغلين وخاشعين في الصلاة وطعن عمر بن الخطاب بخنجر مسموم بنصلين وكرر الطعن عدة مرات متتالية.
وحاول الهرب وقام بطعن كل من اعترض طريقه من المسلمين، فطعن 13 رجلا مات منهم في الحال سبعة من المسلمين، ولما حاصره المسلمين في المسجد طعن أبو لؤلؤة نفسه فمات.
ولقد تماسك عمر بن الخطاب وهو في النزع الأخير من أجل أن يختار المسلمين من يخلفه في أمر المسلمين، وأوصى أن يختار المسلمين خليفة من بين 6 رجال هم عثمان بن عفان، علي بن أبي طالب، طلحة بن عبيد الله، الزبير بن العوام، عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص.
ومات عمر بن الخطاب بعد 3 أيام من حادث طعنه ودفن في شهر محرم 24 هجري، وانتهى بهذا حكم خلافته الذي استمر 10 سنوات و6 أشهر و4 أيام.
والجدير بالذكر أن المدينة المنورة خالية تماما من أي المجوس، فالمدينة المنورة يسكنها فقط المسلمين، وأبو لؤلؤة المجوسي رجل من فارس اسمه الحقيقي فيروز النهاوندي وسمي بأبو لؤلؤة نسبة لأبنته التي قيل أن عبيد الله بن عمر بن الخطاب قتلها.
وقد أسر وأبو لؤلؤة المجوسي يوم حرب المسلمين للروم، فقد كان أسيرا أيضا عند الروم، وأصبح مولى عند المغيرة بن شعبة، وعمل في الصناعات الحرفية، وأبقاه المغيرة بن شعبة عنده بعد أذن له عمر بن الخطاب.
و أخذ المغيرة من أبو لؤلؤة المجوسي 100 درهم مقابل بقائه في المدينة المنورة، وظن أبو لؤلؤة المجوسي أن عمر بن الخطاب من أمر المغيرة بذلك.
ومر به عمر بن الخطاب يوما فقال أبو لؤلؤة المجوسي لعمر بن الخطاب أنه سيصنع له رحى، وظن الناس أنه فعلا سيصنع واحدة لعمر بن الخطاب.
ومرت عدة أيام وطعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر بن الخطاب بالخنجر المسموم فعرف الناس قصده بعبارة صنع الرحى التي قالها لعمر بن الخطاب.