ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون الزامهم بتنفيذها، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
في يوم من الأيام طلبت زوجة جحا منه السماح بالذهاب إلى زيارة أختها التي تعيش في قرية مجاورة وأصرت عليهِ أن يوافق لها أن تقضي تلك اللية في منزل أختها وتعود للمنزل في الصباح الباكر. وبعد إلحاح شديد من الزوجة وافق جحا فقامت بإعداد حقيبة السفر ووضعت بها بعض الملابس وذهبت في طريقها.
شعر جحا في تلك الليلة بحالة من الملل الشديد فلا يوجد أحد يتحدث معه ولا يوجد شيء يفعله فقرر في النهاية الذهاب إلى النوم على الرغم من أن الوقت كان مُبكرًا وقام بإطفاء كافة أنوار المنزل وذهب إلى السرير.
في نفس الوقت كان هناك واحد من اللصوص ينوي سرقة منزل جحا فجاء إلى المنزل واقترب منه فوجد كافة الأنوار مغلقة تمًاما ومازال الوقت مبكر فاعتقد أن أهل البيت غير موجودين بهِ وأكد ذلك الاعتقاد رؤيته لزوجة جحا في الصباح وهى ذاهبة إلى محطة القطار.
أسرع اللص ودخل إلى منزل جحا لم يكن جحا استغرق في النوم وبمجرد دخول اللص شعر به، فقام فورًا بالتوجه إلى صندوق موجود بالغرفة وأختبأ به تمامً، وساعده في ذلك جسمهُ الصغير.
بدأ اللص رحلة بحثه في منزل جحا عن شيء ليسرقه، ولكنه تفاجأ بأن المنزل لا يحتوي على أي شيء ذو قيمة، ولكنه لم ييأس فظل لساعات وساعات يبحث في المنزل، فلم يجد شيء أيضًا.
وبينما اللص يواصل رحلة البحث وقعت عينيهِ على صندوق صغير موضوع في ركن من أركان الغرفة تهلل وجه اللص عندما شاهد الصندوق، وقال في نفسه : بكل تأكيد هذا الصندوق مليء بالذهب والمجوهرات، وقام على الفور بالتوجه للصندوق، وقام بفتحهُ، وإذا بالمفاجأة، فقد خرج جحا من الصندوق.
تعجب الص بشدة ولكنه لم يقوم بالفرار بل تحدث إلى جحا متسائلًا : ماذا تفعل هنا يا جحا؟ فرد عليه جحا بأسلوب بسيط ومليء بالضحك ” لقد علمت يا سيدي إنك قادم لسرقة المنزل وأنا أعرف جيدًا أن منزلي لا يحتوي على شيء ذو قيمة فأصابني الخجل الشديد، وقررت أن أختبئ منك في هذا الصندوق”، فضحك الص رغم عنه، وسار بعيدًا ينعي سوء حظه.