ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
قصة الطاووس المغرور
وبينما هو يسير اقترب من منزل الدجاجه ذات الريش الأحمر، فوجدها تطعم صغارها فقال لها: ما رأيكِ يا ايتها الدجاجه، ألا تجديني اليوم أجمل من الأمس؟ فقالت له الدجاجه: سبحان الذي ابدع في خلقه، اثار رد الدجاجه غضب الطاووس.
ثم اقتربت منهما البطه وألقت عليهم التحية، فسألها ااطاووس قبل ان يرد التحية: ما رأيك أيتها البطه في جمال ريشي؟ قالت البطه: قل يا هذا سبحان الله والحمد لله على ما منحنا من جمال وقوة، فاشتد غيظ الطاووس وقال لهما ورفع صوته فاجتمعت حيوانات المزرعه على صوته.
قال الطاووس: انتم جميعاً تغارون مني، ثم نظر الى الدجاجه وقال لها بسخرية: انظري الى ريشك القبيح ايتها الدجاجه، ثم توجه بكلامه الى البطه وقال لها: وأنتي ايتها البطه اكاد اموت من الضحك على شكل ريشك القبيح، وانت ايها الكلب انظر الى قبح وبرك.
ثم تابع حديثه ناظراً الى الحمار: ألم ترى من قبل أن جلدك في غاية القبح وشكلك مثير للضحك؟ أما أنا.. أما أنا، انظروا الى جمالي، حزنت الحيوانات بشدة من كلام الطاووس، تدخل الحصان في الكلام وقال: يكفيك غروراً أيها الطاووس، فنحن الخيول لا احد يستطيع انكار جمالنا، ورغم ذلك لا نفعل مثلك.
غضب الطاووس من الحصان ثم قال: اذا سأذهب واترك لكم مزرعتكم وسأتجه الى الغابه حيث سيقدر من فيها جمالي، وبالفعل اتجه الطاووس الى الغابة وهناك ألتفت الحيوانات حوله وابدى الجميع اعجابه بجمال ريش هذا الطاووس، وهو الأمر الذي اعجب الطاووس وزاد من غروره.
عاش الطاووس في الغابة عدة أيام وهو في منتهى السعادة؛ لأنه وجد أخيراً من يُرضي غروره، وبينما كان يمشي ذات يوم في الغابة يتمايل بفخر وغرور ناظراً الى اعلى ، اذا به يسقط في حفرة عميقة كان احد الصيادين قد حفرها.
فبدأ يستغيث طالباً النجدة، أسرعت الحيوانات نحوه، قالت له الغزالة: اعتذر يا ايها الطاووس لن اقدر على مساعدتك، فأنا اخاف ان يأتي الصياد في اي لحظة ويقبض علي، ثم تركته وانصرفت، وبدأت الحيوانات بعدها تتحجج من مساعدته وتذهب.
كان أحد الطيور يقف مراقباً ما يحدث على شجرة قريبة من الحفرة، ومن حسن حظ هذا الطاووس ان هذا الطائر كان صديقاً لحيوانات المزرعة، فأسرع الى المزرعة ليخبر اصدقائه عما حدث.
انطلقت حيوانات المزرعة بسرعة نحو المكان الذي اخبرهم به الطائر، واجتمعوا في مساعدة الطاووس حتى خرج من الحفرة، نظر الطاووس الى اصدقاء المزرعة بكل أسف وندم ثم قال لهم: شكراً لكم، ولكن لماذا ساعدتموني بعج الذي فعلته معكم؟
فقالت الدجاجه: لأننا اصدقاء ولا يُمكننا ابداً التخلي عنك، وبينما هم كذلك جاءت حيوانات الغابة للاطمئنان على الطاووس وقالوا له: اعذرنا لقد تمنينا مساعدتك وولكنا انشغلنا وخوفنا من أن يأتي الصياد فجأة ويمسك بنا.
فقالت الغزالة بسخرية: انظروا ما حدث في ريش الطاووس، نظر الطاووس الى ريشه فوجده قد تكسر من اثر السقوط، فأخذ يبكي بشدة بينما انفجرت حيوانات الغابة على منظر الطاووس المُضحك، ثم انصرفوا وهما يضحكون مبتعدين عنه.
قال الحصان للطاووس: لقد اعطاك الله تعالى الجمال ولكنك تكبرت، فأخذه منك لتعتبر، ولكن ان عدت الى رشدك فإن الله سيُبدلك ريشاً أجمل من الذي تكسر، فأخفض الطاووس رأسه الى الأرض من شدة الخجل، فقال الحصان ارفع رأسك أيها الطاووس باعتزاز، فقال الطاووس بحزن: اعتز بماذا؟
فأجابه الحصان: بأدبك وأخلاقك، فليس الجمال وحده مايزيننا، فقال الحمار: هيا بنا نعود الى المزرعة فقد اشتقنا للجلوس معك، عاد الطاووس مع اصدقائه الى المزرعة وقد تعلم درس أن الغرور يضر أصحابه.