ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون الزامهم بتنفيذها، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
قصة جحا والحمال
فى يوم من الايام اشترى جحا من السوق ما لذ وطاب.
ومع كثرة الاشياء لم يقدر جحا على حملها فاتفق مع احد الحمالين على حمل هذه البضاعة.
قال له جحا: "كم ستاخذ منى نظير حملك هذه البضاعة الى منزلى؟"
فاجابه الحمال وهو ينظر الى البضاعة: "عشرة دراهم"
فحمل جحا كيسا به فاكهة ومشى به ومشى خلفه الحمال بباقى البضاعة.
انشغل جحا فى تفكير عميق فاستغل الحمال ذلك وفر بالبضاعة من شارع جانبى.
نظر جحا خلفه وكادت عيناه تقفز من مقلتيها و صرخ قائلا: "أين الحمال؟ أين بضاعتى؟"
خفف أحد الحاضرين من روعته وقال لجحا: "يعوض عليك الله يا جحا".
صرخ جحا قائلا: "إنها بضاعة بمائتى درهم".
بعد عشرة أيام كان جحا جالسا على مقهى مع اصدقاءه ولاحظوا ان جحا يخفى وجهه بين يديه و يجلس موجها ظهره للطريق فسأله احد اصدقائه باستغراب:
"ماذا دهاك يا جحا؟ لماذا تخفى وجهك هكذا؟"
فاجابه جحا قائلا: "اننى اخفى وجهى من هذا الحمال الذى سرق بضاعتى"
تعجب صديقه قائلا له: "ماذا تنتظر اذن؟ اسرع بالامساك به واعد بضاعتك المسروقة."
فرد عليه جحا قائلا: "لو امسكت به سيطالبنى بالعشرة دراهم اجرته فى حمل البضاعة"
فراح اصدقاؤه يضربون كفا على كف.