محمد يونس القاضى
1888 - 1969
من أقرب أصدقاء سيد درويش،
هو أيضا صاحب مجموعة مذهلة من الأغنيات الوطنية والعاطفية مثل با بلح زغلول، زروونى كل سنة مرة، أنا هويت وانتهيت، خفيف الروح بيتعاجب، أنا عشقت، ضيعت مستقبل حياتى.
له أغنيات مثيرة للجدل مثل "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة" ، و"تعالى ياشاطر نروح القناطر"، و"إرخى الستارة اللى ف ريحنا أحسن جيرانك تجرحنا" .
استمد شاعرنا القاضى كلمات نشيد "بلادى بلادى لك حبي وفؤادى" من خطبة للزعيم مصطفى كامل الذي كان يرعى الشاعر ثقافيا ومعنويا وقد تربي ونشا في ظلال مدرسة الزعيم وقد تعرف اليه عام 1905 حين كتب مقالة في "جريدة اللواء" يهاجم فيها الإنجليز.
عن ذلك اللقاء يقول القاضى:
"خرجت من عنده وانا متحمس جدا وبدأت قي تاليف الجمعيات الوطنية بالازهر"، ولا ينسي بالطبع ما قاله له الزعيم مصطفى كامل: يا شيخ يونس انا بخطب بالفصحى والفرنسية والانجليزية ولكن الناس قي حاجة لمن يحدثهم بلغتهم وانت الوحيد الذي يستطيع ذلك.
نشيد بلادى بلادى كتبه القاضي لترجمة مشاعر الشعب المصري بعد نفى سعد زغلول ورفاقه.
للقاضى دور كبير فى بداية كلا من أم كلثوم وعبد الوهاب حيث عرف أم كلثوم بسيد درويش وساعدها فى غناء قصائد عبده الحامولى
وعن عبد الوهاب فيقول في أحد حواراته الصحفية عن علاقته بالموسيقار محمد عبد الوهاب:
"عرفت عبد الوهاب قبل أن أقدمه إلى الشيخ سيد دريش ببضع سنوات وكان يعمل في محل الترزى احمد يوسف وكان شقيقه محمد يوسف فنانا قديرا فلفت انظارنا إلى الصبي الصغير الذي يرتدى الجاكيته فوق الجلباب وكنت وقتئذ اعد رواية لفوزي الجزايرلي وهو على صلة بالشيخ حسن عبد الوهاب شقيق محمد وطلبنا منه ان ياتى لنا بشقيقه ليغنى بين فصول الرواية يقصد المسرحية وجاء عبد الوهاب وغنى بثلاثة قروش صاغ في الليلة.
ويضيف القاضى ولكن كان هناك اجرا ادفعه انا لعبد الوهاب سواء غنى أو لم يغن وكان يرفض الغناء الا إذا تناول طبق العاشورة.
يونس القاضى هو أول رقيب مصرى على المصنفات الفنية وعندما تم تعيينه، منع كل الأغنيات الهابطة التى قام بتأليفها.
من الطرائف ايضاً أنه كتب أغنية "زورونى كل سنة مرة" فقط لمصالحة أخته بعد خلاف أدى الى قطيعة بينهما، وقد سمعت الأخت الأغنية عندما انتشرت فى مصر كلها ، وفهمتها، فتصالحت معه.
وتعرض يونس للاعتقال 19 مرة.
وقد اعتقله الإنجليز ذات مرة حين رأوا الجماهير تردد اغانى مسرحياته في المظاهرات.