ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون الزامهم بتنفيذها، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
كان الإخوة الثلاثة ديمة ونصر ودانة يلعبون بغرفتهم ويضحكون مع بعضهم بسرور اما الام كانت في المطبخ تعد طعام العشاء وتنظر لهم من بعيد وتبتسم توقفت ديمة عن اللعب فجأة وبدأت تتجول في المنزل ثم قالت لأخواتها: انظروا ما أجمل وأنظف منزلنا قال ناصر: حفظ الله أمنا، فهي تتعب من أجلنا كثيرا، قالت ديمة: نعم، معك حق، ما رأيكم أن نفاجئها يوم الجمعة بهدية جميلة؟ فرحت دانة وقالت: نعم أنا أحب المفاجآت، ولكن ما هي الهدية؟، قالت ديمة: هيا لنجمع ما معنا من نقود لنذهب مع أبي ونشتري شيئا مناسبا، قالت دانة بحزن: أنا لا أملك أية نقود، طأطأ ناصر رأسه قائلا: ولا أنا، قالت ديمة بحزن: النقود التي جمعتها لا تكفي لشراء الهدية .
خيم الصمت عليهم، ثم قال ناصر: وجدتها!، يجب أن نجمع مصروفنا اليومي إلى يوم الجمعة، وسيكفي بإذن الله لو تشاركنا مع بعضنا، قالت دية: فكرة رائعة، أنا موافقة، وقالت دانة: وأنا أيضا موافقة، قالت ديمة: إذن لا تنسوا أن تأخذوا معكم للمدرسة طعاما كافيا كي لا تشتروا بالنقود شيئا.
في اليوم التالي أخذ الأطفال نقودهم واحتفظوا بها، وفي اليوم الذي يليه رأت دانة الفتيات يشترين من مقصف المدرسة، فقررت أن تشتري، ذهبت للمقصف ونظرت للحلوى، ولكنها تذكرت الوعد وهدية الأم، فغيرت رأيها ورجعت، في نهاية الأسبوع عاد الإخوة من المدرسة، وبدأوا بعد النقود التي جمعوها، قالت ديمة بفرح: الحمد لله، أصبح المبلغ كافيا لشراء هدية، قال ناصر: إذن لنخبر أبي ليأخذنا.. عندما عاد الأب من العمل تجمع الأطفال وبدأوا يهمسون له بمخططهم، في المساء خرج الأب مع أطفاله واشتروا هدية جميلة وباقة ورد .
في صباح يوم الجمعة استيقظ الاخوة مبكرين احضروا الهدية وذهبوا الي غرفة والديهم، قرعوا الباب ، عندها فتح الاب لهم الباب فدخلوا بهدوء وقدموا لأمهم الهدية قائلين بصوت واحد : أنا احبك يا امي، فرحت الام كثيراً بصغارها وفرحت اكثر عندما أخبروها كيف جمعوا النقود، وقالت : احبكم يا اطفالي كثيراً .. شكراً لكم .