تدور احداث هذه القصة في احدى الغابات البعيدة حيث كانت هناك حمامة تعيش اعلى شجرة ، و كانت هذه الشجرة قريبة جدا من النهر ، وكانت الحمامة سعيدة جدا بالعيش هناك فالمكان هادئ و يتوفر به الكثير من الطعام وبالتالي لن تشعر الحمامة بالجوع ابدا ، و في يوم من الايام كانت هناك نملة تسير في الغابة ، وكانت هذه النملة تشعر بعطش شديد ، و ما ان سمعت النملة صوت الماء حتى شعرت بسعادة عارمة و اتجهت مسرعة نحو مصدر الصوت لعلها تجد النهر و تطفئ ضمأها.
وبالفعل تمكنت النملة من الوصول الى النهر و صعدت على ورقة من الشجر كانت ساقطة واخذت تشرب من هذه الورقة حيث كانت تحوي بعض الماء الساقط بها ، و بينما كانت النملة تشرب فجأة شعرت و كأن ورقة الشجر تتحرك من مكانها ، وعندما حاولت النملة الابتعاد عن الورقة و العودة مرة اخرى جرف النهر هذه الورقة و هنا بدأت معاناة النملة ، واخذت النملة تصرخ بأعلى صوتها : انقذوني انقذوني ارجوكم لا اريد ان اموت ، حتى اقتربت النملة من الشجرة التي تعيش بها الحمامة.
لحسن حظ النملة ان الحمامة كانت موجودة فوق الشجرة في هذا التوقيت ، وعندما سمعت الحمامة صوت استغاثة النملة اتجهت مسرعة على الفور باتجاهها لكي تنقذها من هذه الورطة ، و بالفعل تمكنت الحمامة من انقاذ النملة و حلّقت بها بعيدا عن مياه النهر ، و هنا قالت النملة للحمامة : لا ادري ما اقوله لكي ايتها الحمامة فانتي السبب بعد الله في بقائي على قيد الحياة فحقا شكرا لكي ، ابتسمت الحمامة ابتسامة لطيفة و قالت : لا تقولي ذلك .. لا شكر على واجب و اذا احتجتي لاي شيء فمنزلي فوق تلك الشجرة.
قبل ان تنصرف النملة اتتها الحمامة ببعض الثمار لان النملة كانت ضعيفة جدا ولا تقوى على الحراك و هنا شعرت النملة بان الحمامة الطيبة اصبحت صديقتها المقربة وتمنت النملة ايضا لو بامكانها ان ترد هذا الجميل للحمامة ، و بعد ذلك قامت النملة بتوديع الحمامة و رحلت ، و بعد فترة و بينما كانت النملة تسير بالقرب من النهر تبحث عن الطعام كعادتها سمعت صوت انسان يتحرك بين الاغصان ، فأدركت النملة ان هذا الانسان هو عبارة عن صياد يبحث عن الحيوانات من اجل صيدها و قتلها.
قررت النملة الابتعاد عن الصياد كي لا يقتلها ولكنها رأت شيئا مرعبا ، فعندما حاولت النملة اكتشاف الاتجاه الذي يوجه اليه الصياد بندقية صيده وجدته يصوبها نحو الاعلى ، و هذا يدل على ان الصياد يبحث عن الطيور ، و كانت هناك مشكلة اكبر فالصياد كان يسير باتجاه الشجرة الكبيرة التي تعيش فوقها الحمامة ، فقررت حينها النملة ان تتبع الصياد و تحاول انقاذ صديقتها الحمامة في حال حاول الصياد الامساك بها ، و فجأة ظهرت الحمامة و عندما حاول الصياد تصويب بندقيته باتجاهها صعدت النملة عليه وقامت بلدغه.
فشعر الصياد بالالم وادى ذلك الى انحراف مسار البندقية الامر الذي سمح للحمامة ان تهرب مسرعة من المكان ، و بعد انصراف الصياد من المكان عادت الحمامة الى الشجرة لتجد النملة في انتظارها ، وهنا قالت النملة : هل انتي بخير يا صديقتي لقد كنت خائفة جدا عليكي و قمت بلدغ الصياد لتبتعد عنك الرصاصة القاتلة ، وهنا ردت الحمامة : شكرا لكي يا صديقتي لقد قمتي اليوم برد الجميل و لولا وجودكي في المكان لكنت الآن ميتة.