ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
من هو “خالد بن الوليد”؟
هو “خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي القرشي”, دخل الإسلام بعد صلح الحديبية, وهو قائد عسكري وصحابي مسلم, لقبه “الرسول صلى الله عليه وسلم” بسيف الله المسلول, وكان يُعرف بدهائه وحسن تصرفه في قيادة المعارك التي خاضها.
نشأته
نشا “خالد بن الوليد” مع والده نشأة عربية أصيلة, فلقد علمه أصول الشجاعة, الرجولة, الفروسية, استخدام السيف, ركوب الخيل, رمي السهام والقوس, وكل فنون ومهارات القتال؛ فأصبح فارسا مغوارا لا يهاب الموت, مثل قبيلته بني مخزوم فهم من أمهر الفرسان في شبه الجزيرة العربية.
شجاعته القتالية ومهارته
أما بالنسبة إلى عبقريته وإستراتيجيته في الحروب والمعارك التي خاضها ” خالد بن الوليد”, فقد ظهرت أولا في غزوة ” أحد” عندما تخلف الرماة خلف جيش المسلمين, وتركوا مواقعهم وانشغلوا بجمع الغنائم؛ فأدرك “خالد بن الوليد” الخلل الذي حدث بجيش المسلمين فحاصرهم وهجم عليهم من الخلف ليهزم المسلمين بعد انتصارهم.
مهارة “خالد بن الوليد” بعد إسلامه
بعد إسلام “خالد بن الوليد” في صلح الحديبية, كانت أول معركة يشارك فيها مع المسلمين “معركة مؤتة”, فقد ذهب “خالد بن الوليد” كجندي عادي إلى المعركة؛ فقد عين الرسول صلى الله عليه وسلم على إمارة الجيش “زيد بن حارثة ” ،”عبد الله بن رواحه” و”جعفر بن أبي طالب”, وكان جيش المسلمين لا يتعدى ثلاثة آلاف مقاتل بينما كان جيش الروم يتعدى مائتي ألف مقاتل, ولكن جيش المسلمين أصر على خوض المعركة للاستشهاد في سبيل الله, فاستشهد القادة الثلاثة مما أدى إلى انتشار الفوضى في جيش المسلمين إذ أصبحوا بلا قائد, فأخذ الراية ” ثابت بن الأرقم ” وأعطى الراية إلى “خالد بن الوليد”، وقال له: “تولى القيادة” فاستجاب المسلمون لتولية “خالد” القيادة؛ وهنا تظهر عبقرية “خالد” في إدارة المعركة.
عندما تولى “خالد” القيادة كان الجيش منهزما, ففكر أن يهاجم ويقلب توازن صفوف الروم, ولكنه رأى أن النصر لن يكون حليفه لتفوق أعداد جنود العدو، فقرر الانسحاب بجيش المسلمين, إذ قام بوضع خطة الانسحاب وهى نقل الميسرة إلى الميمنة, والميمنة إلى الميسرة, والمقدمة في المؤخرة والعكس, ووضع جنودا خلف الجيش يثيرون الغبار ليتمكن من خروج المسلمين من المعركة سالمين, واستقبلهم المسلمون و”الرسول صلى الله عليه وسلم “, ووصف المسلمين الجيش بالفرار, فقال “الرسول صلى الله عليه وسلم “, بل هم الكرار, وأطلق عليه الصلاة والسلام على “خالد” لقب “سيف الله المسلول”, وتوالت معاركه مثل: حروب الردة،وفتح العراق واليرموك، وغيرها الكثير لينتصر القائد العبقري الشجاع ويحقق النصر، ويرفع راية الإسلام.