تتابعت هجرات المسلمين الذين هاجروا من مكة الى المدينة المنورة هروبا من كفار قريش والتعذيب الذي كانوا يرونه على ايدي الكفار والمهانة ، وحتى يكونوا بجوار رسول الله صلى الله عليه وسلم وينصروه في المدينة ، وهاجر الكثيرون.
كان في من هاجروا البطل والصحابي عمر بن الخطاب ، رضي الله عنه وعمل الرسول صلى الله عليه وسلم على استقرار الأمن في المدينة المنورة ، ولقد كان في المدينة المنورة قبيلتان كبيرتان تتنازعان فيما بينهما منذ الازل و هما : قبيلة الاوس و قبيلة الخزرج فصالحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصلح بينهم ، واخى النبي الكريم بينهم جميعا ، وبين المسلمين المهاجرين من مكة والانصار من اهل المدينة المنورة ليعيشا معا اخوة ، وعقد الرسول صلى الله عليه وسلم ، اتفاق بعدم الاعتداء مع اليهود فقام بعهود صلح بينهم ، حتى يأمن النبي الكريم شرهم وكيدهم على المسلمين بالمدينة .
ولأن الصلاة هي احد واهم اركان الاسلام الخمسة كما نعلم ، لذلك اختار الرسول صلى الله عليه وسلم ، مكانا لبناء مسجد دفع ابو بكر كثيرا من امواله لشراء جزء من هذا المكان ، وتبرع اصحابه ببعضه ، اشتغل جميع المسلمين من المهاجرين والانصار في بناء المسجد النبوي ، هذا يحمل احجارا وهذا يقوم بالبناء ، وجعل المسلمون للمسجد اعمدة من جذوع النخيل ، اقاموا عليها سقفا من جريد النخيل ، وكان المسلمون ياتون للصلاة ، ودراسه احوال دينهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ، كان اليهود يعلنون عن موعد صلاتهم بدق الناقوس ، فكيف يعلن المسلمون عن موعد صلاتهم علم جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمات ، ينادي بها المسلمين للصلاة في أوقاتها .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم ، يعرف بلال بن رباح وبأن صوته جميلا جدا وعذب ، علم الرسول صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه ، ان يؤذن في الناس ، الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله ، اشهد ان محمد رسول الله ، حى على الصلاة ، حى على الفلاح ، وسمع المسلمون الاذان بصوت بلال الجميل ، فاقبلوا يسعون الى المسجد ، وكان الكفار في مكه قد استولوا على اموال المسلمين الذين هاجروا الى المدينة ، اغتصبوا دورهم ومتاعهم ، فكان من حق المسلمين ان ياخذوا عوضا عن اموالهم ومتاعهم .
علم المسلمون ان قافلة تجارة لقريش ، يقودها ابو سفيان في طريقها من الشام الى مكة ، وان القافلة بها الكثير من البضائع والاموال ، لذلك فكر المسلمون في قطع الطريق على القافلة والاستيلاء على ما مع رجالها ، حتى يعوضوا عما اخذه الكفار منهم في مكه ، علم ابو سفيان ان المسلمين ينتظرون قافلته ، لمهاجمته ورجالها ، بعث ابو سفيان بعض رجاله الى مكه ، ليخبر اهلها بان قافلة تجارتهم في خطر من محمد ورجاله .
فوجىء الناس في مكه برجل يبكي ، وهو يصرخ : يا رجال مكة ، اللطيمة اللطيمة ..النجدة النجدة الغوث الغوث محمد يريد ان يستولى على اموالكم هلموا لقتال محمد ، اسرع كثير من اهل مكة ، وكونوا جيشا كبير من الف رجل ، واتجهوا من مكة الى المدينة .
علم المسلمون بمقدم جيش الكفار ، اتحد المسلمون من الانصار اهل المدينة والمهاجرين اهل مكة ، لملاقاة اعدائهم ، كون الرسول صلى الله عليه وسلم ، كون جيشا ، واقترح احد الصحابة على الرسول صلى الله عليه وسلم ، ان يختار موقعا قرب بئر بدر ، ليستطيع المسلمون ان يتحكموا في ماء البئر ، وان يمنعوا الكفا من ان يشربوا منه ، اقا المسلمون حوضا ملؤوه بالمياة ، وانتظر المسلمون مقدم جيش الكفار ، تواجه الجيشان جيش الكفار وجيش المسلمون .
ادرك الرسول صلى الله عليه وسلم ، ان جيش الكفار اضعاف جيش المسلمون ، اخذ الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو ربه :
اللهم اهلك هذه العصابة ، اللهم نصرك الذي وعدتنى به ، خرج من صفوف الكفار ثلاثة رجال ، ونادوا :
يا محمد اخرج لنا من رجالك من يبارزن ، فخرج ثلاثة من المسلمين وهم : حمزة بن عبد المطلب ، وعلي بن على طالب ، عبيدة بن الحارث
وتبارزوا بالسيوف بقوة ، فقتل المسلمين اثنين من الكفار ، وجرح الثالث بشدة كان هذا ايذانا ببدء المعركة والالتحام بين المسلمين والكفار والبدء ، التقى الجيشان بقوة وكان الكفار يضربون بقوة وقسوة كبيرة وبكل غل ، ، جيش المسلمين وجيش الكفار، كان عدد جيش الكفار اضعاف جيش المسلمين ، لذلك بعث الله جندا من الملائكة لتساعد المسلمون في المعركة ويكون الفوز من نصيبهم ، حاربوا في صفوف المسلمين وتقاتل الفريقان والتحمت السيوف .
وتناثرت اعضاء اجسام الكفار ، وسقطت جثث الكفار قتلى ، وجرحى واسمرت المعركة ، كان الكفار مندهشي مما يحدث لهم ، جنود لا يراهم احد منهم يقاتلونهم بسيوفهم ، وكان الرسول صلى الله علية وسلم ، يدعوا ربه ويساله النصر بينما كانت المعركة تدور ، نظر بلال بن رباح حوله فراى اميه ابن خلف ، تذكر بلال ما كان يفعله اميه ، وكيف كان يعذبه وكيف كان يقسوا عليه ، نادى بلال وهو ينظر الى اميه :
امية راس الكفر ، لا نجوت ان نجا .
وهجم بلال على اميه ، وهوى عليه بسيفه ، وطعنه عدة طعنات سقط اميه من على فرسه ، تتقاطر دماؤه ، حتى مات بينما كان بلال يهف :
احد احد فرد صمد
انتهت المعركة بانتصار المسلمين ، وقتل كثير من الكفار ، وفرار بعضهم هربا ، واسر المسلمون كثيرا من الكفار ، وساقوهم امامهم ، وقد اوثقوهم بالحبال ، وصلت اخبار انتصار المسلمين الى اهل المدينة فسعدوا ، ووصلت اخبار هزيمة الكفار الى مكة ، فحزن الكفار ، وساقوهم امامهم وقد اوثقوهم بالحبال ، وصلت اخبار المسلمين الى اهل المدينة ، فسعدوا ووصلت اخبار هزيمة الكفار الى مكة ، فحزن الكفار على اخوانهم الذين قتلهم او اسرهم المسلمون .
واستولى المسلمون على كثير من خيرات الكفار ، واسلحتهم وامعتهم واموالهم ووزعوها عليهم ، وهذا حق شرعه الله ، فكر المسلمون ماذا يفعلون بالاسرى ، اقر الرسول الكريم ان ياخذ من هؤلاء الاسرى فديه كل اسير بفتديه اهله باربعة الاف درهم حتى يتركوه ومن لم يستطيع يعلم المسلمين ، وافتدى بعض الاسرى انفسهم ، مقابل ان يعلموا المسلمين القراءة والكتابة ، وكان من بينهم في اسرى الحرب زوج السية زينب رضى الله عنها ابنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، عرض فداء له قلادة ، كانت اعطتها السيدة خديجة لابنتها زينب يوم زفافها ، واكتملت سعادة المسلمين وفرحتهم يومها ، بزواج على بن ابي طالب من فاطمة الزهراء ، ابنة الرسول عليه الصلاة والسلام بعد غزوة بدر .