ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
وقف الأرنب نظور على شاطئ البحيرة الصغيرة ينظر إلى الاسماك وهي تقفز وتلعب في الماء، ورآها تسبح في سهولة، فأعجبه منظرها ومعيشتها. ثم رفع رأسه إلى الاعلى ونظر إلى الطيور فوق الأشجار، وهي تطير، وتبسط جناحها في الهواء وتنتقل من شجرة إلى الأخرى، فأعجبه أيضاً منظرها.
قال الأرنب نظور: ما أسعد الطيور والاسماك…ثم اقترب الارنب نظور أكثر من الماء، وأخذ ينادي الاسماك: ما أسعد حياتكم أيتها الاسماك الجميلة، تلعبون وتقفزون!
قالت إحدى الاسماك: وأنت أيضاً تلعب وتقفز يا أرنب نظور.
-ولكن القفز في الماء سهل.
-وأنت أيضاً تتحرك بسهولة بين الحشائش الخضراء والزهور الجميلة، أما نحن فليس لنا إلا الماء.
-أريد أن أقفز مثلك في الماء.
-تستطيع أن تلعب في المياه الضحلة القريبة من الشاطئ أما في المياه العميقة فقد تتعرض للغرق.
-ولماذا لا تغرقين أنت؟
-لقد هيئني الله -سبحانه وتعالى -للمعيشة في الماء.
-ولكني أريد أن أغوص مثلك في الماء، وتقدم الارنب نظور بقوة في عمق الماء.
صاحت الاسماك: ارجع يا نظور، لا تدخل الماء العميق.
لم يستمع الارنب نظور إلى كلام الاسماك، ودخل في عمق الماء وبدأ في اللعب وشعر بالسعادة للحظات ثم بدأ الماء يدخل الى أنفه وشعر بصعوبة في التنفس، وهنا صاح: النجدة، النجدة، إني أغرق.
تنادت الأسماك وتعاون الجميع، وحملوا الارنب نظور قرب الشاطئ.
قالت الاسماك: ولكننا لا نستطيع اسعافه خارج الماء، دعونا ننادي صديقنا القط.
أسرع القط. وقدم الاسعافات اللازمة وحمل الارنب نظور إلى بيته.
وبعد بضعة ساعات أفاق الأرنب نظور وقال: أشكركم يا اصدقائي، لقد انقذتم حياتي لقد كدت أموت.
قال القط للأرنب نظور: هل ستعود إلى نزول الماء مرة أخرى يا أرنب نظور.
-لا، ولكن سوف أتعلم الطيران.
-لن تستطيع الطيران يا أرنب نظور.
-سوف أضع جناحين يساعدانني على الطيران ولا يوجد خطر الاختناق بالغرق في الماء.
-ولكن يوجد خطر السقوط من الاماكن العالية.
-سوف أحاول.
-أنت لا تستمع للنصيحة، افعل ما تشاء.
أحضر الارنب بعض الريش من صديقه الديك، وثبته في يديه الاماميتين، وذهب إلى الشجرة، و نادى إلى الحمامة و قال: يا صديقتي الحمامة، الآن أستطيع أن أشاركك الطيران.
-يا أرنب نظور الطيران ليس جناحين فقط وانما ……..
قاطعها الأرنب في غضب وقال: لا تحرميني أيتها الحمامة من متعة الطيران.
-لك ذلك، حاول الصعود للشجرة.
صعد الأرنب نظور إلى الشجرة بصعوبة، ووقف بجوار الحمامة وقال: إن منظر الدنيا جميل من أعلى، وسوف يكون أجمل عندما أحلق في الفضاء.
بدأت الحمامة في الطيران، وبدأ الأرنب نظور يحرك كلتا يديه بالريش بسرعة كبيرة. ارتفعت الحمامة في الهواء، بينما سقط الارنب نظور على الارض مثل الحجر، وارتفع صراخه وهو يقول: اه، لقد تكسرت عظامي.
جاء القط وحمل الارنب نظور مرة أخرى إلى بيته. وبعض حوالي شهرين من العلاج تماثل الارنب نظور للشفاء…
جاء القط ليزور الارنب نظور المريض ويهنئه بالشفاء، فقال له الارنب نظور: أشكرك يا صديقي القط، لقد بذلت جهداً كبيراً من أجلي، لقد انقذت حياتي مرتين.
-المهم انك شفيت، لقد كدت تموت مرة ثانية يا أرنب نظور.
-لقد كنت أريد أن استمتع بالغوص والطيران مثل السمكة والحمامة.
-يا أرنب نظور لا تنظر إلى ميزة أو نعمة في يد غيرك، إن الأسماك لا تستطيع أن تخرج من الماء، ولو فعلت ذلك لماتت على الفور. وكذلك الطيور لا تبني اعشاشها على الأرض، فالأرض ليست مكاناً لهم، استمتع بما حولك من الأرض الواسعة، استمتع بالزروع والازهار والجبال، يا أرنب نظور عليك أن ترضا بقسمة الله لك تكن أسعد السعداء.