ما أجمل تلك القصة التي نرويها لاطفالنا قبل النوم ، لترسخ في عقولهم فكرة وهدفا ساميا ، لتعلمهم شيء وفكرة جديدة دون ألزامهم بتنفيذها ، لتترسب في عقلهم الباطن ليحاولوا تحقيقها إنها حقا شيء هام ومفيد أن تقص على مسامع طفلك حكاية مفيدة لها هدف وغرض قبل أن ينام ليحلم بها في نومه ويحاول تحقيقها.
جلس الأسد على عرشه وأمامه الحيوانات يفكر ماذا سيفعل اليوم في الغابة ، والكل ينتظر ما سيأمر به الأسد ويأملون أن يفعل ما فيه مصلحة الغابة ..وقطع الصمت صوت الأسد قائلاً : أين القرد ؟ … فأسرع القرد نحوه وقال : أمرك يا سيدي الأسد .
عليك اليوم أن تسقي الأشجار في شرق الغابة .
لك الطاعة يا مولاي الملك .
ثم نادى الأسد : اين الحمار ؟
أمرك يا سيدي .
عليك أن تحمل الطعام إلى صغار الحيوانات التي ماتت أمهاتها ولا عائل لها.
أمرك يا سيدي .
وأخذ الأسد يوجه الأوامر لجميع الحيوانات ، وانطلق كل منهم لأداء المهمة التي وكله بها .. وبينما الأسد يهم بدخول منزله للراحة سمع صوتًا يقول : وأنا سيدي الأسد ألن تكلفني بشيء أفعله اليوم ؟
قال الأسد : مرحبًا يا ثعلب أحقا تريد المشاركة ؟
جلس الأسد يفكر ثم قال : اذهب إلى الفيل فإن لديه أعمالا كثيرة فربما يطلب مساعدتك .
أمرك يا سيدي الأسد .
انطلق الثعلب إلى الفيل وروى له سبب مجيئه إليه .. فقال الفيل : حسنًا سوف أكلفك بمهمة بسيطة .
ما هي ؟
أن تقوم بحراسة خشب الأشجار من اللصوص .
هذه مهمة سهلة .
إذهب على بركة الله .
ذهب الثعلب لحراسة خشب الأشجار وكلما إقترب اللصوص وجدوا الثعلب يقظًا ابتعدوا عنه .. فكر اللصوص في حيلة يسرقون بها الخشب ويضحكون على الثعلب .. فارتدوا ملابس لا يعرفها الثعلب حتى لا يظن أنهم لصوص ، وأتى الواحد منهم تلو الآخر إلى الثعلب قائلاً :
السلام عليكم أيها الثعلب الأمين .
وعليكم السلام .
أراك متيقظًا لمهمتك في الحراسة .
هذه أمانة .
نعم الأمين أنت .
إن لدي اقتراحا وطلبًا بسيطًا .
ما هو؟
أليست هذه الاخشاب تخص الفيل ؟
بلى .
إن الفيل يأكل كمية كبيرة من الحشائش كل يوم .
وماذا في ذلك ؟
لو أعطيك بعض الحشائش وتعطيني بعض الأخشاب فذلك أنفع للفيل .
حقًا .
إن هذا الإقتراح جيد جدًا ، فالحشائش أكثر فائدة للفيل من الأخشاب .
أنت ثعلب ذكي .
أشكرك .
والآن يمكنك أن تحضر الحشائش وتأخذ مقابلها الأخشاب .
أخذ اللصوص يجمعون الحشائش من الغابة ويعطوها للثعلب وهو بدوره يعطيهم بدلاً منها بعضًا من أخشاب الفيل .. وفي آخر النهار جمع الثعلب من اللصوص كمية كبيرة من الحشائش وأعطاهم في المقابل كمية كبيرة من الأخشاب … وفي الصباح جاء الفيل ليطمئن على الثعلب ويشكره على مساعدته فأفزعه ما رأى من ضياع الأخشاب ووجود كومة كبيرة من الحشائش ، فصاح قائلاً: ما كل هذه الحشائش يا ثعلب ؟ وأين الأخشاب ؟
لقد بدلت الأخشاب بالحشائش لعلمي أنك تأكل الحشائش ولا تأكل الأخشاب ، فعلت ذلك حرصًا على مصلحتك .
لقد كلفتك بالحراسة ولم أطلب منك أن تتصرف في الأخشاب .
هذا لمصلحتك .
أنا أدرى بمصلحتي منك أيها الثعلب ، فأنا لدي بالفعل كمية كبيرة من الحشائش في بيتي توشك أن تتلف ، وكنت بحاجة إلى هذه الأخشاب كي أصنع سقفًا يحمي تلك الحشائش من ماء المطر .
ماذا تقصد ؟ لقد فعلت ذلك بحسن نية ؟
لقد كلفتك بالحراسة ولم أكلفك بالمبادلة ، وكان عليك بالرجوع إلي قبل أن تتصرف في خشبي ، فأنا أدرى بمصلحتي منك ، ثم ضربه بخرطومه وقال له : إذهب ولا شكر لك ، لقد سببت لي الضرر لم وتنفعني .
ذهب الثعلب إلى الأسد يشكو الفيل .
قال الأسد: لقد استحققت العقاب لأنك تعديت حدودك وحكمت فيما ليس لك فيه حق، وتصرفت فيما لا تملك.